كيف تختار أول مكتب/شركة للعمل فيها
🤔كيف تختار أول مكتب/شركة للعمل فيها؟
تهانينا! لقد أكملت رحلتك الأكاديمية، وأصبحت الآن على أعتاب الانطلاق في مسارك المهني كمعماري أو مصمم داخلي. بعد مرحلة البحث عن الوظيفة وإجراء المقابلات، قد تجد نفسك أمام عدة عروض وظيفية. في هذه اللحظة المفصلية، يتطلب الأمر أكثر من مجرد مقارنة الأرقام في الراتب؛ بل يتطلب نظرة استراتيجية لمستقبلك المهني.
اختيار الوظيفة الأولى ليس مجرد الحصول على دخل، بل هو اختيار البيئة التي ستشكل أساس خبرتك العملية وتطورك المهني على مدى السنوات القادمة. لذلك، من الضروري تقييم العروض بناءً على معايير تتجاوز الراتب الأولي.
💡لماذا الخبرة والتعلم أهم من الراتب في البداية؟
في بداية مسارك المهني، تكون قيمتك السوقية مبنية بشكل أساسي على معرفتك الأكاديمية وقدرتك على التعلم والتطبيق. الراتب الأولي غالباً ما يكون متواضعاً مقارنة بما يمكن أن تكسبه لاحقاً بعد اكتساب الخبرة والمهارات المتخصصة.
المكتب أو الشركة التي تختارها في البداية ستكون بمثابة "جامعتك الثانية". ستتعلم فيها عن قرب:
- ✅كيفية تطبيق المعرفة النظرية على أرض الواقع.
- ✅آليات العمل في المشاريع الحقيقية بمختلف مراحلها.
- ✅كيفية التعامل مع العملاء والزملاء والموردين.
- ✅أسرار وخبايا المهنة التي لا تُدرس في الكليات.
- ✅البرامج والأدوات المستخدمة بشكل احترافي.
الاستثمار في مكتب يوفر لك فرص تعلم وتطور ممتازة هو استثمار في مستقبلك المهني على المدى الطويل. الخبرة القوية التي تكتسبها في السنوات الأولى ستؤهلك للحصول على فرص أفضل ورواتب أعلى بكثير في المستقبل.
فكر في وظيفتك الأولى كفرصة تدريب مدفوعة الأجر على مستوى احترافي. هدفك الأساسي هو امتصاص أكبر قدر ممكن من المعرفة والخبرة.
🎯معايير تقييم العروض الوظيفية (الأولوية للتعلم والخبرة):
عند مقارنة العروض، ركز على هذه العوامل التي تؤثر بشكل مباشر على تطورك المهني:
1. نوعية المشاريع ونطاقها:
- ➡️هل المشاريع تتوافق مع اهتمامك؟ إذا كنت مهتماً بالتصميم السكني الفاخر، فإن العمل في مكتب متخصص في المشاريع الكبيرة (مثل المستشفيات أو المباني الإدارية الضخمة) قد لا يكون هو الأنسب لك في البداية، والعكس صحيح.
- ➡️ما هو نطاق المشاريع؟ هل هي مشاريع صغيرة تسمح لك برؤية المشروع كاملاً من البداية للنهاية؟ أم مشاريع ضخمة ستجعلك متخصصاً في جزء صغير جداً منها؟ كلاهما له مميزاته، لكن المشاريع الأصغر قد توفر لك نظرة أشمل على العملية كاملة في البداية.
- ➡️هل المشاريع متنوعة؟ التنوع في أنواع المشاريع (سكني، تجاري، إداري) وفي أحجامها يمكن أن يوسع آفاقك ويكسبك خبرة في التعامل مع تحديات مختلفة.
2. بيئة العمل وفرص التعلم المباشر:
- ➡️ثقافة الشركة/المكتب: هل هي بيئة داعمة؟ هل يشجعون الموظفين الجدد على طرح الأسئلة؟ هل هناك استعداد لمشاركة المعرفة؟
- ➡️وجود نظام توجيه (Mentorship): هل هناك مهندسون أو مصممون ذوو خبرة على استعداد لتوجيهك وتعليمك؟ هل يتم تخصيص مهام لك تحت إشراف مباشر لتتعلم بشكل صحيح؟
- ➡️فرصة التعرض لمراحل مختلفة من المشروع: هل ستكون محصوراً في مرحلة واحدة (مثل الرسم فقط) أم ستتاح لك فرصة المشاركة في مراحل التصميم، المكتب الفني (الرسومات التنفيذية وجداول الكميات)، وربما حتى زيارات الموقع للإشراف؟ التعرض لهذه المراحل الثلاث (تصميم، مكتب فني، موقع) في بداية حياتك المهنية أمر بالغ الأهمية لبناء فهم شامل للعملية.
- ➡️نوعية المهام الموكلة إليك: هل هي مهام ذات قيمة تعليمية أم مجرد مهام روتينية بحتة (مثل الطباعة والمسح الضوئي طوال الوقت)؟ ابحث عن المهام التي تتطلب منك التفكير والتطبيق والتعلم.
3. التكنولوجيا والبرامج المستخدمة:
- ➡️هل يستخدمون البرامج الحديثة؟ هل يعتمدون على برامج قديمة أو غير شائعة في السوق؟ العمل ببرامج قياسية ومطلوبة (مثل AutoCAD, Revit, SketchUp, 3ds Max, Photoshop, InDesign) سيعزز من مهاراتك وقيمتك في سوق العمل.
- ➡️هل يوفرون تدريباً على البرامج؟ بعض المكاتب قد توفر تدريباً داخلياً أو خارجياً على البرامج التي يستخدمونها.
4. فرص النمو والتطور المستقبلي:
- ➡️مسار وظيفي واضح: هل هناك هيكل وظيفي واضح يسمح لك بالترقي وزيادة المسؤوليات بمرور الوقت؟
- ➡️التدريب والتطوير المهني: هل تشجع الشركة على حضور ورش العمل، الكورسات المتخصصة، أو الحصول على شهادات مهنية؟ هل توفر دعماً لذلك (مثل تغطية التكاليف أو توفير الوقت)؟
⚖️العوامل الأخرى التي يجب مراعاتها (لكن بترتيب أقل في الأولوية الأولية):
1. الراتب:
- ➡️هل الراتب معقول؟ حتى لو لم يكن هو الأولوية القصوى، يجب أن يكون الراتب كافياً لتغطية نفقاتك الأساسية (إيجار، مواصلات، طعام). ابحث عن متوسط الرواتب للمبتدئين في منطقتك وقارن العرض به.
- ➡️هل هناك مراجعات دورية للراتب؟ استفسر عن سياسة الشركة فيما يتعلق بمراجعة الرواتب والزيادات.
2. الموقع وسهولة الوصول:
- ➡️المواصلات: هل المكتب قريب من مكان إقامتك؟ هل المواصلات إليه مجهدة أو مكلفة جداً؟ الوقت والجهد المبذول في المواصلات يؤثر على طاقتك وإنتاجيتك.
3. ساعات العمل وضغط العمل:
- ➡️ساعات العمل المتوقعة: هل هي ساعات عمل قياسية أم تتطلب وقتاً إضافياً كبيراً بشكل مستمر؟ كن مستعداً للعمل لساعات طويلة أحياناً في مجال التصميم، لكن الاستمرار في ذلك بشكل مبالغ فيه قد يؤدي إلى الإرهاق.
- ➡️ثقافة العمل: هل هي بيئة عمل صحية أم بيئة تتسم بالضغط المفرط وغير المبرر؟
4. المزايا الأخرى:
- ➡️التأمين الصحي، الإجازات، البدلات: هذه الأمور قد تبدو ثانوية في البداية، لكنها تكتسب أهمية بمرور الوقت وتؤثر على جودة حياتك.
🕵️♀️كيف تجمع المعلومات لتقييم العرض؟
المعلومات التي تحتاجها لتقييم هذه المعايير لا تأتي فقط من عرض العمل المكتوب. جزء كبير منها ستحصل عليه خلال المقابلة وبعدها:
- ✅اطرح أسئلة ذكية خلال المقابلة: لا تخف من طرح أسئلة حول نوعية المشاريع، هيكل الفريق، فرص التعلم المتاحة للموظفين الجدد، كيف يقضون اليوم النموذجي، وما هي التوقعات للموظف في هذا المنصب. هذا يظهر اهتمامك ويساعدك في جمع المعلومات.
- ✅اسأل عن البرامج المستخدمة: استفسر عن البرامج الأساسية التي يعتمدون عليها في العمل اليومي.
- ✅حاول التحدث مع موظفين حاليين أو سابقين: إذا كان لديك معارف يعملون أو عملوا في الشركة، حاول التواصل معهم للحصول على انطباعات حقيقية عن بيئة العمل وثقافتها وفرص التطور فيها.
- ✅ابحث عبر الإنترنت: تحقق من موقع الشركة على الويب، صفحات التواصل الاجتماعي، ومراجعات الموظفين (مثل Glassdoor إذا كانت متاحة في منطقتك).
لا تتردد في طلب فرصة لزيارة المكتب أو التحدث مع أحد أعضاء الفريق الذي ستعمل معه مباشرة إذا لم يحدث ذلك تلقائياً خلال المقابلة. هذا يمنحك شعوراً أفضل بالبيئة.
✅اتخاذ القرار:
بعد جمع المعلومات وتقييم العروض بناءً على المعايير المذكورة، حان وقت اتخاذ القرار. لخص نقاط القوة والضعف في كل عرض، مع التركيز بشكل خاص على فرص التعلم والخبرة في تخصصك.
- ➡️قارن الفرص بناءً على أهدافك طويلة المدى: أي عرض سيساعدك على بناء القاعدة المعرفية والمهارية التي تحتاجها للوصول إلى المسار المهني الذي تطمح إليه؟
- ➡️لا تستسلم للراتب الأعلى إذا كانت فرص التعلم محدودة: قد يكون من المغري قبول عرض براتب أعلى، لكن إذا كانت فرص التعلم فيه ضعيفة، فقد تجد نفسك بعد عام أو عامين بنفس مستوى الخبرة تقريباً، بينما زملاؤك الذين اختاروا بيئات تعليمية أفضل قد تقدموا بشكل ملحوظ.
- ➡️ثق بحدسك: في النهاية، البيئة التي ستعمل فيها تؤثر بشكل كبير على راحتك النفسية وشغفك بالعمل. إذا شعرت أنك مرتاح للفريق وثقافة الشركة، فهذا عامل إيجابي جداً.
تذكر أن وظيفتك الأولى ليست بالضرورة وظيفة العمر. هي نقطة انطلاق. هدفك منها هو اكتساب الخبرة والمعرفة التي ستفتح لك الأبواب لفرص أفضل في المستقبل. حتى لو لم تكن الوظيفة مثالية، طالما أنك تتعلم وتتطور، فأنت على الطريق الصحيح.
احذر من المكاتب التي توكل للموظفين الجدد مهاماً مكتبية بحتة لا علاقة لها بالتصميم أو الرسم أو التعلم التقني. هذه البيئات قد تضيع وقتك الثمين في مرحلة التأسيس.
باختصار، اختر المكان الذي يعطيك الفرصة لتكون مصمماً أفضل، لا المكان الذي يعطيك راتباً أكبر في البداية. الاستثمار في ذاتك هو الاستثمار الأكثر ربحية على الإطلاق.
اخترت مكتبك الأول؟ عزز خبرتك بالبرامج والمهارات المطلوبة!
بعد أن علمت كيف تختار بيئة العمل التي تدعم تطورك، برنامج تأسيس المعماريين هو فرصتك لتعميق فهمك وإتقان الأدوات التي ستجعلك تبرز. مع أكثر من 40 كورسًا شاملاً و17 ورشة عمل تطبيقية على مشاريع واقعية، ستكتسب الخبرة العملية في أوتوكاد، ريفيت، ثري دي ماكس، والمزيد، لتضيف قيمة فورية لأي مكتب تصميم.
انتظر! قبل أن تخطو خطوتك الأولى...
أتذكر حيرتي في بداية مساري المهني، وكيف تمنيت دليلاً شاملاً. لهذا صممت "برنامج تأسيس المعماريين" ليجهزك بالخبرة العملية والبرامج الأساسية التي يطلبها سوق العمل. اختر مستقبلك بثقة، لا تترك شيئًا للصدفة.
ابدأ تأسيسك المهني الآن